الجمعة، 24 يونيو 2011

اتجاه بين العلماء لتكييف كوكب الأرض تبعا لسلوك الإنسان


 يتشاور علماء من اللجنة الدولية للتغيرات المناخية "أي بي سي سي" في مدينة ليما، عاصمية بيرو بشأن ما يطلق عليه علماء الهندسة الجيولوجية التي ترمي للتدخل في طبيعة المناخ، تكوين سحب إضافية فوق البحار والمحيطات من خلال آلات تحدث ضبابا يتم وضعها على متن سفن تقف في عرض البحار ويتحكم فيها الإنسان عن بعد.
يهدف العلماء من وراء ذلك إلى عكس المزيد من ضوء الشمس للكون من أجل تبريد كوكب الأرض، وذلك من أجل زيادة ما يعرف بظاهرة ألبيدو، أي زيادة قدرة الغلاف الجوي على عكس أشعة الشمس.

ويرى الباحثون أن ذلك ممكن إذا زرع الإنسان مساحات واسعة بالحشائش ذات السنابل اللامعة، كما يمكن حسب هؤلاء طلاء أسطح المنازل باللون الأبيض، ويدعو بعض العلماء لنثر جزيئات من الكبريت في الغلاف الجوي وأن ذلك سيصد أيضا جزءا من طاقة الشمس عن الأرض.

وقدرت مجموعة من الباحثين تحت إشراف ألان روبوك من جامعة نيو برانسويك في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، التكاليف لنثر مليون طن من الكبريت سنويا في الغلاف الجوي على شكل حبيبات حمض الكبريتيك، وذلك باستخدام مقاتلات أمريكية طراز "اف 15 سي ايجل" على سبيل المثال حسبما كتب الباحثون في مجلة "جيوفيزكال ريسيرش ليترز". 

وتستطيع هذه الطائرة حمل ثمانية أطنان على ارتفاع 20 كيلومترا، وستضطر 167 من هذه الطائرات للقيام بثلاث طلعات يومية لنثر الكمية المطلوبة على مدار السنة، وبلغ سعر هذه الطائرات عام 2008 نحو 6.6 مليار دولار، وتقدر التكلفة السنوية لهذه العملية بنحو 4.2 مليار دولار.

فكرة تكوين مظلة للأرض ضد أشعة الشمس
ولكن أفكار عالم الفلك الأمريكي روجر انجل من جامعة أريزونا، تتسم بخيال أوسع حيث يطرح فكرة تكوين مظلة تظلل الأرض ضد أشعة الشمس، ويرى انجل أنه من الممكن إقامة قرص هائل في الغلاف الجوي يدفع عن الأرض نسبة 1.8 إلى 2% من ضوء الشمس المطلوب تجنبه لتعويض ما تسببه ظاهرة الاحتباس الحراري من ارتفاع في درجة حرارة الأرض، وأفردت مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم ست صفحات كاملة لهذا الاقتراح.قدرت كين كالديرا من مؤسسة كارنيجي للأبحاث في واشنطن، أثر مثل هذه المظلة الشمسية في حالة إنشائها فوجدت من خلال النماذج الحاسوبية أن باستطاعة هذه المظلة أن تعيد مستوى درجات حرارة الأرض خلال عقود قليلة إلى ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.

وقالت "ولكن ماذا لو سقطت هذه المظلة فجأة وبعد أن ارتفعت درجة حرارة الأرض بشكل إضافي، وبوتيرة أسرع 20 مرة مما هي عليه الآن جراء ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون على مدى عقود انتظار إنشاء المظلة، إن النتائج ستكون كارثية". وأضافت كالديرا: "يتضح من ذلك أن إعادة تشكيل الأرض بهذا الشكل ستكون له مشاكل بحجم كوكبي"، ولكن عالم الفلك أنجل يرى أن هناك طرقا أكثر فعالية "إذا تم استغلال نفس الجهود والنفقات المطلوبة لإنشاء هذه المظلة الشمسية في بحث وتطوير مصادر طاقة متجددة فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد لحلول أفضل".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: بوابة الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق