الاثنين، 28 مارس 2011

ثورة الكتب الإلكترونية تهدد بإطاحة "الورقية" عن عرش القراءة



يعشق متصفحو الإنترنت الحصول على المحتويات والمعلومات المجانية, فأصاب 
توجههم هذا الصحف المطبوعة بمقتل، والآن هم يتخلون عن الكتب المطبوعة لصالح
 الكتب الإلكترونية ذات الكلفة الزهيدة.


ويظهر بحث أعده مركز "بوكر" لخدمات النشر والمؤسسة المحدودة لتسويق الكتب أن 

القراء الأمريكيين والبريطانيين يغريهم المحتوى المجاني ويدفعهم نحو اقتناء الكتب 

الإلكترونية.

ويقول 15٪ من الذين شملهم البحث إن سهولة التحميل من مواقع البيع المختصة هي 

الدافع الرئيسي لشراء الكتاب الإلكتروني، أما نسبة 23% فرأت أن الدافع هو رخص 

ثمنها مقارنة بالمطبوعة، والنسبة نفسها تلجأ إلى الكتب الإلكترونية لعدم استحواذها على 

مساحة في المنزل.

ولعل الأسباب الأكثر شيوعاً لاستخدام الكتب الإلكترونية هي سهولة حملها، كما أنها 

صديقة للبيئة ولا تتعرض للتلف.

التجربة قبل الشراء



ويفسر نائب رئيس مركز "بوكر" كيلي غالاغر نمو سوق الكتاب الإلكتروني بتوفيره 

للقراء منتجات شبه مجانية، مما دفع دور النشر وبائعي الكتب نحو نشر المزيد من 

المحتويات المجانية على الإنترنت. ويضيف أن "المستهلكين يريدون شراء أشياء 

يستطيعون تجريبها قبل اتخاذ قرار الشراء". 


وفي يناير/ كانون الثاني 2011، لجأ أكثر من 3.3٪ من مقتني الكتب في بريطانيا إلى 

شراء كتاب إلكتروني واحد، ارتفاعاً من 1٪ في سبتمبر/ أيلول 2010. أما في 

الولايات المتحدة وخلال الشهر نفسه، اشترى 13٪ من عشاق الكتب كتاباً إلكترونياً 

واحداً، ارتفاعاً من 3.9٪ في فبراير/ شباط 2010، الأمر الذي يظهر أن المملكة 

المتحدة تسير على خطى الولايات المتحدة في اتساع رقعة انتشار الكتب الإلكترونية.


وسعر الكتاب الإلكتروني لا يزال أقل بكثير من الكتب المطبوعة، ففي المتوسط يمكن 

شراء كتابين إلكترونيين بسعر كتاب ورقي، وفقا لـ"بوكر". 


ويتوقع مسح لمؤسسة "النشر التكنولوجي" أن تشكل مبيعات الكتب الإلكترونية 10% 

من عائدات كبرى دور النشر في بريطانيا خلال العام الجاري، على أن تتضاعف هذه 

النسبة في العام المقبل. 


وتفيد المؤسسة المحدودة لتسويق الكتب أن عدد الكتب الورقية المباعة في بريطانيا 

انخفض من 344 مليون كتاب بقيمة 3.76 مليار دولار في 2008 إلى 339 مليون 

كتاب قيمتها 3.5 مليار دولار في 2010.

ارتفاع المبيعات في الولايات المتحدة


ووفقاً لجمعية الناشرين الأمريكيين، فإن قيمة مبيعات الكتب الإلكترونية في الولايات 

المتحدة بلغت حوالي 70 مليون دولار في يناير/ كانون الثاني 2011، بارتفاع نسبته 

115.8% عن نفس الشهر من العام الماضي.

ووفقاً لدراسة أجراها موقع 

Forrester.com فقد بلغت مبيعات الكتب الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية 

966 مليون دولار خلال 2010، ومن المتوقع أن تصل إلى 3 مليارات دولار خلال 

الأعوام الخمسة القادمة.

ووفقاً لدار النشر بلومزبيري، إحدى كبرى دور النشر في الولايات المتحدة، فإن مبيعات 

الكتاب الإلكتروني لديها ارتفعت 18 مرة في عام 2010، وشكلت 10% من مبيعاتها، 

مع زيادة عدد زبائنها ممن يقومون بتحميل الكتب الإلكترونية. وتنبأ الرئيس التنفيذي 

للدار نايجل نيوتون بأن يكون عام 2011 "عام الكتاب الإلكتروني".

تهديد للكتب المطبوعة


ورغم أن مبيعات الكتب الإلكترونية انطلقت بوتيرة بطيئة، إلا أنها بدأت بتشكيل تهديد 

لمبيعات الكتب المطبوعة، خصوصاً بعد تزايد شعبية جهاز القراءة الإلكترونية "كيندل" 

الذى أنتجته شركة أمازون الشهيرة في بيع الكتب عبر الإنترنت، وبإصدار شركة "آبل" 

لجهاز "آيباد". 

ستيف جوبز يكشف عن ''آي باد 2''

واعترافاً منها بنمو مبيعات وتأثير النشر الرقمي، بدأت صحيفة "نيويورك تايمز" بإعداد 

ونشر لوائح أفضل الكتب الإلكترونية مبيعاً خلال هذا العام، وفقاً لما ذكرته الصحيفة. 


وستشمل اللوائح قائمة أفضل مبيعات الكتب الروائية والخيالية والكتب غير الخيالية 

والعلمية، والتي ستستند فيها إلى معلومات أسبوعية من الناشرين أنفسهم ومن شبكات 

محال بيع الكتب والبائعين المستقلين وموزعي الكتب عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى 

مصادر أخرى. 

ومقابل طفرة الكتب الإلكترونية في العالم، تبقى الدول العربية متخلفة بأشواط كثيرة 

مقارنة بالدول الغربية، نظراً لتدني حركة التأليف والنشر وانتشار ظاهرة العزوف عن 

القراءة، حيث أصبح ما يزيد على 100 ألف مواطن عربي يطلعون على نسخة واحدة 

من كل كتاب مطبوع. 

ولا يكاد عدد مواقع الكتاب الرقمي الإلكتروني يذكر، ومن أبرزها Kotob Arabia، 

وهي دار نشر إلكترونية عربية تضم حوالي 4 آلاف كتاب إلكتروني عربي ومقرّها 

القاهرة. 

ويقول مؤسسو موقع "كتب عربية" إن هدفهم إنشاء مكتبة إلكترونية تماثل مكتبة 

الإسكندرية القديمة، إلا أنها غير قابلة للاحتراق. لكن تواضع نسبة عدد مستخدمي 

الإنترنت العرب قياساً إلى العدد الإجمالي للسكان في الوطن العربي، ووجود ضعف في 

البنية الأساسية لشبكات الاتصالات، سيؤدي إلى تأخير تحقيق هذا الهدف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : موقع أخبار العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق